كثيرون من يرغبون في اتباع نظام الصيام المتقطع إلا أن البعض قد لا يحصل على النتيجة التي يطمح في الوصول إليها بالضرورة، ويرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى الأخطاء التي يقترفها متبعوه، والتي تعيق الحصول على نتائجه الفعالة، خلال هذا الموضوع، نناقش هذا النظام بكل تفاصيله، فتابعونا.
الصيام المتقطع للتخسيس
لما أظهرت النتائج البحثية القيمة المثلى للصيام من منظور إسلامي، تجلت فكرة تطبيق الامتناع عن تناول الطعام لفترات متباعدة نسبيًّا.
ويختلف تطبيق هذا النظام، سواء على الشاكلة التي يكون عليها، أو الكيفية التي تمكن من الحصول على النتائج المرجوة في إنقاص الوزن.
والشائع لدى الكثيرين من متبعي هذا النظام الاكتفاء بتناول الطعام خلال 8 ساعات يوميًّا، مقابل الامتناع عنه 16 ساعة متتالية، ويمكن تطبيق ذلك يومًا عقب يوم، أو الاكتفاء ببعض الأيام من الأسبوع، حسب النتائج المرجوة.
وأكثر ما يميز هذه الحمية الغذائية كونها لا تتطلب كثيرًا من الحرمان، أو القواعد الحازمة في أغلب الحميات المتبعة، مما يضفيها بعض اليسر في التطبيق.
قد يروق إليك: نظام لو كارب منخفض الكربوهيدرات _ تعرف عليه بشيء من التفصيل
تجارب الصيام المتقطع
أجرى الكثيرون هذه الحمية الغذائية، وقد اتضح جراء هذه التجارب فوائد عدة، نورد أبرزها فيما يلي:
- يمكن بفاعلية من خسارة الوزن الزائد، ويرجع السبب إلى تخفيض معدلات الطعام المتناولة خلال فترة النهار، ما ينتج عنه خفض السعرات الحرارية المكتسبة.
- تحسين عملية الأيض، وتعزيز فاعلية حرق الدهون المتراكمة في جسم الإنسان.
- تأخير علامات الشيخوخة.
- تحسين معدلات السكر في الدم، ما يقلل من فرصة الإصابة بمرض السكري، وتعزيز الأنسولين.
قد يروق إليك: دايت الكيتو الشهير _ ماهيته ومدى فاعليته
الصيام المتقطع بالتفصيل
يمكن اتباع هذه الحمية وفق أكثر من استراتيجية، جميعها يصب في صالح خسارة الوزن بفاعلية، يمكنك اختيار الأمثل لك:
- نظام 12 / 12:
ويعتمد على الامتناع عن المناصفة خلال اليوم، 12 ساعة يتم خلالها تناول الطعام الصلب على فترات، وما عداها يتم الامتناع عنه.
ولا شك أنه الأنسب للمبتدئين، وهو ما يمكن من تحويل الشحوم إلى طاقة، وبالتالي فقدان الوزن بسهولة، كما يمكن من تخسيس البطن وشدها بفاعلية وأمان.
- صيام اليوم الكامل من كل أسبوع:
ويتم في هذا الأسلوب الامتناع عن تناول الطعام الصلب طيلة 24 ساعة خلال الأسبوع، مع إمكانية تناول السوائل فحسب، يمكن تكرارها يومين كحد أقصى، خلال الأسبوع الواحد.
إلا أن مثل هذه الطريقة تتطلب الوصول التدريجي لهذا العدد من الساعات، بتعويد الجسم على النظام السابق من قبل، كما تعتريه على الأغلب أعراض مزعجة، كما في الإرهاق، الصداع، وهكذا.
- يوم ويوم:
ويعتمد على الحد من تناول الطعام الصلب ليوم كامل، ويطبق ذلك يوم بعد يوم، أو الاكتفاء في يوم الصيام بإدخال 500 سعر حراري للجسم فحسب.
ولهذا النظام فاعلية غير مشهودة في تعزيز صحة القلب، وتخليص الجسم من الوزن الزائد، لا سيما لذوي السمنة المفرطة.
-
نظام 8/ 16
يأتي على رأس الطرق المتبعة في هذا النظام، ويعتمد على الاكتفاء بتناول الطعام الصلب خلال 8 ساعات فقط يوميًّا، مقابل الكف عنها 16 ساعة.
وتسهم هذه الحمية في التصدي لمكافحة العديد من الأمراض، أشهرها: أمراض الكبد، السمنة، السكري، الالتهابات بأنواعها.
- حمية تخفيض الكالوري يومين أسبوعيًّا:
وتعتمد على تخفيض معدل السعرات الحرارية المتناولة خلال الأسبوع، مع تكثيف الحمية خلال يومي الصيام، وفق ما يلي:
- تكتفي المرأة بإدخال 500 سعر حراري في اليوم الواحد، خلال يومين في الأسبوع.
- أما الرجل فيعوزه 600 سعر حراري.
تجدر الإشارة إلى أنه يفضل توزيع اليومين على الأسبوع، دون جمعهما بشكلٍ متتالٍ، إلا أن هذه الحمية غير مجدية كثيرًا كما في الحميات الأخرى.
- التفويت من الوجبات الأساسية:
يتم تفويت بعض من الوجبات الأساسية، سواء وجبة، أو اثنتين، مع الحرص على تكامل الوجبة المتناولة، مع اللجوء إليها وقت الجوع الشديد.
- الحمية العسكرية:
ولعله أقسى حميات الصيام المتقطع على الإطلاق، إذ يعتمد على التقليل من الأطعمة المتناولة، والاعتماد على الفواكه والخضروات في غضون 20 ساعة من اليوم.
أما بخصوص الوجبة الأساسية، فيتم تناول كمية كبيرة ووافية، يتم تناولها خلال الليل، ولا بد من غناها بالبروتينات، الكربوهيدرات، العناصر الغذائية اللازمة لصحة الإنسان.
وتكمن خطورة اتباع هذه الحمية في:
- عدم تمكين الجسم من تناول كفايته من الألياف الغذائية، وعداها من العناصر الغذائية التي لا غنى عنها.
- ما يجعل فرصة الإصابة بأمراض السرطان أقرب – لا قدر الله – إذ تنخفض مناعة الجسم بصورة ملحوظة.
قد يروق إليك: تعرف على العلاقة بين النسكافيه والدايت
أخطاء الصيام المتقطع
ثمة مجموعة من الأخطاء، التي يقع فيها الكثيرون ممن يتبعون هذه الحمية، والتي تؤدي إلى إعاقة نقصان الوزن كما يطمحون، وإليك توضيحها فيما يلي من سطور:
- الإفراط في تناول أكبر قدر ممكن من الطعام خلال الوقت المسموح:
بالطبع لا يعني قصر فترة تناول الطعام على توقيت بعينه دون سواه، أن يلتهم الإنسان ما يأتي خلاله من طعام خلال الفترة المحددة.
إنما يتم الاعتماد على فكرة تخفيض معدلات السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم، والالتزام بالوقت المسموح به، دون التعدي عليه.
- عدم التخطيط الواعي لنوع الطعام المتناول:
يقبل الكثيرون على تناول الطعام خلال الفترة المحددة، دون الوعي التام بما يضر من أطعمة، كالمقليات، المأكولات السريعة، الكربوهيدرات، الدهون.
إنما ينبغي التركيز على الطعام الصحي، كما في الأطعمة المعززة بالألياف، البروتينات، والإكثار من الفاكهة والخضروات.
- تغافل احتساء المياه:
لا شك أن المياه من أهم العناصر الفعالة في تعزيز التمثيل الغذائي، وحرق الدهون في جسم الإنسان، وهو ما يغفل عنه الكثيرون.
فالماء يسهم بفاعلية في الحد من الجوع لفترات طويلة؛ لذا ينبغي الالتزام باحتساء الكثير منه على مدار اليوم.
كذلك الإكثار من الفواكه والخضروات التي تتضمن معدلات مرتفعة من المياه في تكوينها.
-
اتباع حمية غاية في الحدة والقسوة:
لا يتطلب الوصول إلى نتائج مرضية وسريعة أن يقسو الفرد على نفسه، ويتناول ما لا يكفيه من طعام؛ إذ يظل الجسم في حاجة ماسة للطعام؛ كي يتمكن من حرق الدهون بفاعلية أكبر.
- الإكثار من احتساء الكافيين:
من شأن مشروبات الكافيين الحد من الشعور بالجوع، إلى جانب تعزيز معدلات الطاقة، هذا في حال الاعتدال في احتسائها.
أما في حال الإفراط في تناول الكافيين، فقد ينقلب الأمر بشكلٍ عكسي، ما سؤدي إلى اكتساب الوزن بدلًا من فقدانه.
حيث يرفع تناول الكافيين باستمرار معدلات سكر الدم، وبالتالي، خفض حساسية الأنسولين، ما يسهم في تخزين الشحوم، وترهلها في الجسم.
- التغافل عن اتباع نمط غذائي صحي:
لا يمكن بأي حال من الأحوال الاقتصار على طرق الرجيم على اختلاف أنواعها وأشكالها، دون الحرص على تناول الأطعمة الصحية.
فإن الهدف الأسمى من إنقاص الوزن يتمثل في الوصول إلى الوزن المثالي، وجسم صحي، لا يعتريه خلل، أو أي تأثير سلبي.
وعليه، ينبغي الحرص على ممارسة التمرينات الرياضية، ومنها المشي على أقل تقدير، مع تناول الأطعمة الصحية، وتلاشي ما عداها.
إلى هنا نكون قد تعرفنا على رجيم الصيام المتقطع الشهير، ماهيته، آليته، أساليب اتباعه.